تجري الاستعدادات على قدم وساق
في إسرائيل والضفة الغربية، لاستقبال بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر
الأسبوع المقبل، برز خلاف في دوائر صنع القرار الإسرائيلية حول الاستجابة
لمطالب من الفاتيكان باستعادة السيطرة على عدد من الأماكن المقدسة
المسيحية في إسرائيل.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن مكتب الرئيس الإسرائيلي يضغط على وزير
الداخلية، إيلي يشاي للاستجابة لطلبات الفاتيكان لاستعادة ستة أماكن
مقدسة. ومن غير المعروف تماما ما هذه الأماكن التي طلبها الفاتيكان، لكن
مصادر إسرائيلية قالت إنه يطالب باستعادة 6 أماكن، وهي كنيسة البشارة في
الناصرة، وجبل التطويبات القريب من مدينة طبريا، وجبل طابور، وكنيسة الخبز
والسمك القريبة من طبريا، وقاعة العشاء الأخير في القدس، وكنيسة الجثمانية
في القدس.
وحسب إذاعة الجيش، يعترض وزير
الداخلية بشدة على «أي تنازل إسرائيلي عن السيادة على تلك الأماكن»، ويقول
إن التنازل عن تلك الأماكن سيمس بسيادة إسرائيل عليها إداريا وتنظيميا.
وسيصل البابا الاثنين في 11
مايو (أيار)، إلى إسرائيل، وتحديدا إلى مقر البعثة البابوية في القدس،
ويلتقي مع قيادات وزعامات دينية وروحية، وسيتوجه الثلاثاء إلى المسجد
الأقصى، حيث سيزور قبة الصخرة، لكن البابا لن يكتفي بزيارة الكنائس، وقبة
الصخرة، إذ سيزور أماكن دينية يهودية كذلك، ومؤسسة «ضحايا النازية». من
جهتها، حرصت الكنيسة الكاثوليكية أن الزيارة التي سيقوم بها البابا إلى
الأراضي المقدسة هي في الأساس، وقبل كل شيء، زيارة دينية، وليست زيارة
سياسية.
وشدد ممثل البابا الدبلوماسي
في القدس، المطران أنطونيو فرانكو على أن «زيارة قداسة البابا تأتي بصفته
رئيسا للكنيسة الكاثوليكية، وليس رئيسا لدولة الفاتيكان..فلا يتوقع أحد
جانبا سياسيا للزيارة.. وعلينا النظر إليها من الجانب الديني فقط». وأضاف
فرانكو أن الزيارة لن تكون عامل توازن، حيث يحاول كل من الإسرائيليين
والفلسطينيين على الأرجح جني مكاسب سياسية. وعلى
الرغم من ذلك أصر رئيس بلدية بيت لحم فيكتور بطارسة أنه على الرغم من
الطابع الديني الذي يأتي في المقام الأول لزيارة البابا، فإن زيارة الحبر
الأعظم لأحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين تعد «بيانا سياسيا». وأضاف
بطارسة (74 عاما مسيحي فلسطيني) في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية
«د.ب.أ»: « أن الزيارة تحمل رسالة سياسية للإسرائيليين والفلسطينيين
وللعالم أجمع، تفيد أن قداسة البابا يقف مع المقهورين، كما يؤمن حقا
بحتمية التوصل إلى حل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني». وفي
رسالته إلى العالم بمناسبة عيد الفصح الكاثوليكي جدد البابا بنديكتوس
السادس عشر الدعوة إلى «بذل جهود متجددة ومتواصلة وصادقة» للتوصل إلى
«المصالحة الصعبة، لكن التي لا غنى عنها وهي الشرط الأساس للتوصل إلى
مستقبل ينعم بالأمن المشترك وبتعايش سلمي»